الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{لات} * فيه <من حَلَف باللاَّت والعُزَّى فَلْيَقُل: لا إله إلا اللّه> اللاّتُ: اسْمُ صَنَم كان لِثَقيف بالطَّائف، والوقْف عليه بالهاء. وبعضهم يَقِفُ عليه بالتَّاء، والأوّل أكثر. وإنَّما التَّاء في حال الوَصْل وبعضهم يُشَدّد التَّاء. وليس هذا موضع اللاّت. وموضعُه <لَيَه> وإنَّما ذكرناه ها هنا لأجْل لفْظِه. وألِفُه مُنْقَلبة عن ياء، ولَيْسَت هَمْزة. وقوله <فَلْيقُل لا إله إلا اللّه> دَلِيل على أنّ الحالِف بهما؛ وَبِما كان في مَعْناهُما لا يَلْزُمه كفَّارةُ اليمين، وإنَّما يَلْزمُه الإنابةَ والاسِتْغفار.
{لأم} * فيه <لّمَّا انْصًرف النبي صلى اللّه عليه وسلم من الخَنْدق وَوَضَع لأّمَتَه أتاه جبْريل فأمَره بالخروج إلى بني قُرَيْظَة> اللأَّمَة مَهْموزة: الدِّرْع. وقيل: السِّلاح. ولأمَةُ الحَرب: أدّاتُه. وقد يُتْرك الهمز تَخفيفاً. وقد تكررت في الحديث. [ه] ومنه حديث علي <كان يُحَرِّض أصحابَه ويقول: تَجَلْبَبُوا السَّكينة، وأكْمِلوا اللُّؤم> هُو جَمْع (هذا من قول القُتَيْبي كما في الهروي) لأَمْة، على غير قِياس. فكأن واحِدَه لُؤمَة (بعد هذا في الهروي: <واللُّؤْمة ايضاً: الحديدة التي يُحْرث بها> ). وفي حديث جابر <أنَّه أمَر الشَّجَرتين فجاءتَا، فَلَمَّا كانَتَا بِالمَنْصَفِ لأَم بَيْنَهُما>. يقال: لأَمَ ولاَءمَ بَيْنَ الشَّيئين، إذا جَمَع بَيْنَهُما وَوَافَقَ، وَتَلاءَم الشَّيْآنِ والْتأماَ، بِمَعْنىً. وفي حديث ابن أمّ مكتوم <لِي قائدٌ لا يُلائِمُني> أي يُوافِقني ويُسَاعِدُني. وقد تُخَفَّف الهمزة فتصير يَاء. ويُرْوَى <يُلاَوِمُني> بالواو، وَلاَ أصْل له، وهو تَحْرِيف من الرُّواة، لأن المُلاَوَمة مُفَاعَلةٌ من اللّوْم. ومنه حديث أبي ذَر <مَن لاَ يَمَكُم مِن مَملُوكِيكُم فأطْعِمُوه مَمَّا تأكُلون> هكذا يُروَى بالياء، مُنْقَلبة عن الهَمْزة. والأصْل: لاَءَمَكم. {لألأ} (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام <يَتَلألأُ وَجْهُه تَلأَلُؤَ القَمرِ> أي يُشْرِق ويَسْتَنِير، مأخُوذ من الُّلؤلؤ. {لأواء} * فيه <مَن كان له ثلاث بَنَات فَصَبر على لأَوَائِهنَّ كَنّ له حِجاباً من النار> اللأْواء: الشِّدة وَضِيق المَعِيشة. ومنه الحديث <قال له: ألَسْتَ تَحْزَن؟ ألَسْتَ تُصِيبُك اللأوَاء؟>. [ه] والحديث الأخر <مَنْ صَبَرَ عَلَى لأَوَاء المدينة>. {لأي} * في حديث أم أيمن <فَبِلأْيٍ مّا اسْتَغْفَرَ لَهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي بَعْدَ مَشقَّة وَجهْدٍ وإبْطَاء. (ه) ومنه حديث عائشة وهِجْرِتها ابْنَ الزُّبير <فبِلأَيِ مَّا كلَّمَتْه> . (ه) وفي حديث أبي هريرة <يجيء مِنْ قِبَل المشرِق قَوْمٌ وصفهم، ثم قال: والرواية يؤمئذ يُستَقَى عليها أحَبُّ إليَّ من لاءٍ وشاءٍ> قال القُتَيْبي: هكذا رواه نَقَلَةُ الحديث <لاء> بوزن ماء، وإنما هم <الآء> بوزن الْعَاع (في الهروي: <ألعاء> )، وهي الثيران، واحدها <لأَي> بوزْن قَفاً، وجَمْعُه أقْفاء، يُريد: بَعِيرٌ يُسْتَقَى عليه يؤمئذ خيرٌ من اقْتِناء البقر والغنم، كأنه أراد الزِراعة، لأن أكثرَ مَن يَقْتَنِي الثِّيران والغنم الزَّرَّاعُون. {لبأ} (س) في حديث وِلادة الحسن بن علي <وألْبَأه بريقِه> أي صَبَّ رِيقَه في فيه، كما يُصَبّ الَّلبَأ في (بوزن عِنَب. كما في المصباح) فَم الصَّبِي، وهو أوّل ما يُحْلَب عند الوِلادة. ولَبَأتِ الشاةُ وَلَدها: أرْضَعَتْه الَّلبَأ، وألبَأتُ السَّخْلَة، أرْضَعْتَها الِّلبَأ. (ه) ومنه حديث بعض الصحابة <أنه مَرَّ بأنْصارِيٍّ يَغْرِس نَخْلاً، فقال: يا ابن أخِي، أنْ بَلَغك أ،َّ الدجّال قد خرج فلا يَمْنَعَنك مِنْ أنْ تَلْبَأها> أي لا يَمْنَعَنَّك خروجهُ عن غَرْسها وسَقْيِها أوّل سَقية؛ مأخوذ من الَّلبَأ. {لبب} (ه) في حديث الإهْلال بالحج <لبَّيْك اللهمَّ لبَّيْك> هو من التَّلْبية، وهي إجابةُ المنادي: أي إجابَتِي لك يا ربّ، وهو مأخُوذٌ من لَبَّ بالمكان وألَبَّ [به] (زيادة من الهروي) إذا أقام به، وألَبَّ على كذا، إذا لم يُفارقْه، ولم يُسْتَعمَل إلاّ على لَفْظ التَّثْنِية في معنى التكرير: أي إجابةً بعد إجابة. وهو منصوب على المصدر بعامِلٍ لا يَظْهر، كأنك قلت: أُلِبُّ ألْباباً بعد إلْباب. والتَّلْبِية من لَبَّيك كالتَّهليل من لا إله إلا اللّه. وقيل: معناه اتّجاهِي وقَصْدِي يا ربَّ إليك، من قولهم: حَسَبٌ لُباب، إذا كان خالصاً مَحْضاً. ومنه لُبُّ الطعام ولُبَابُه (زاد الهوري من معانيها، قال: <والثالثّ: محبَّتي لك يا ربِّ. من قول العرب: امرأةٌ لَبَّةٌ، إذا كانت محبَّةً لولدها عاطفةً عليه. ومنه قول الشاعر: وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظَعَنَ ابنُها *. (س) ومنه حديث علقمة <أنه قال للأسْود: يا أبا عَمْرو، قال لَبَّيْك، قال: لَبَّيْ يديك> قال الخطّابي: معناه سَلِمَت يَداك وصَحَّتا. وإنما تَرك الإعراب في قوله <يديك>، وكان حقّه أن يقول <يَداك> لتَزْدَوج يَدَيْك بلَبَّيْك. وقال الزمخشري: <فعمنى لَبَّيْ يديك: أي أُطِيُعك، وأتَصَرَّف بإرادِتك، وأكون كالشيء الذي تُصَرِّفه بيديك كيف شِئتَ>. (ه) وفيه <إنّ اللّه مَنَع مِنِّي بني مُدْلِج؛ لِصِلَتهم (رواية الهروي: <إن اللّه منع من بني مدلج لصلتهم ...> ) الرَّحِمَ، وطَعْنِهم في ألْباب الإبل> ورُوي <لُبَّات الإبل> الألْباب (هذا من شرح أبي عبيد، كما في الهروي): جَمْع لُبٍّ، ولُبُّ كل شيء: خالِصُه، أراد خالِصُ إبلِهم وكَرائمها. وقيل: هو جَمْع لَبَب، وهو المَنْحَر من كل شيء، وبه سُمّي لَبَبُ السَّرْج. وأمَّا الَّلبَّات فهي جَمْع لَبَّة، وهي الهَزْمة التي فَوق الصَّدْر، وفيها تُنْحَر الإبل. ومنه الحديث <أما تكون الذكاة إلاَّ في الحَلْق والَّلبَّة!> وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه <إنا حَيٌّ مِن مَذْحِج، عُبابُ سَلَفِها، ولُبَابُ شَرَفِها> اللُّباب: الخالص من كل شيء، كالُّلبّ. (ه) وفيه <أنه (أخرجه الهروي من حديث عمر رضي اللّه عنه. وانظر الفائق 2/445) صَلَّى في ثَوْبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً به> أي مُتَحَزِّماً به عند صَدْره. يقال: تَلَبَّب بثَوبه، إذا جَمَعَه عليه. (ه) ومنه الحديث <أنَّ رجُلاً خاصَم أباه عنده فأمرَ به فلُبَّ له> يقال: لَبَبْتُ الرجُل ولَبَّبْتُه، إذا جَعَلَتَ في عُنُقه ثَوْباً أو غيره وجَرَرْته به. وأخَذْتُ بِتَلْبيب فلان، إذا جَمَعْتَ عليه ثوبه الذي هو لابسُه وقَبَضْت عليه تَجُرّه، والتَّلْبِيب: مَجْمَع ما في موضع الّلبَب من ثياب الرجل. ومنه الحديث <أنه أمرَ بإخْراج المنافِقين من المسجد، فقام أبو أيُّوب إلى رافع بن وَدِيعة فَلَبَّبَه بردَائه، ثم نَتَره نَتْراً شَدِيداً> وقد تكرر في الحديث. (ه س) وفي حديث صَفِية أم الزبير <أضَرِبُه (انظر ص 281 من الجزء الأول) كي بَلَبَّ> أي يصير ذَا لُبٍّ، والُّلبُّ: العَقْل، وجمعه: ألْبَاب. يقال: لَبَّ يَلَبُّ مِثْل عَضَّ يَعَضُّ، اي صار لَبِيباً. هذه لغة أهْلِ الحجاز، وأهل نَجْدٍ يَقولُون: لَبَّ يَلِبُّ، بوَزْن فَرَّ يَفِرّ. ويقال: لَبِبَ الرجُل بالكسر، يَلَبُّ بالفتح: أي صار ذَا لُبٍّ. وحُكي: لَبُبَ بالضَّم، وهو نَادِرٌ، ولا نَظِير له في المُضاعَف. (س) وفي حديث ابن عَمْرو <أنه أتَى الطَّائف فإذا هوَ يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ - أوْ تَنِبُّ - على الغَنَم>. هو حِكايَة صَوْت التُّيُوس عند السَّفَاد. يقال: لَبَّ يَلِبُّ، كَفَرّ يَفِرّ. {لبث} * فيه <فاسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ> هو اسْتَفْعَل من اللَّبْث: الإبْطاَء والَّتأخرِ. يقال: لَبِثَ يَلْبَثُ لَبْثاً، بسُكون الباء، وقد تُفْتَح قليلاً على القِياس. وقيل: الَّلبْثُ: الاسْم، والُّلبُْ بالضَّم: المصْدر. وقد تكرر في الحديث. {لبج} (س) في حديث سهل بن حُنَيف <لَمَّا أصابَه عامر بن ربيعة بعَيْنه فَلُبِجَ به حَتَّى ما يَعْقِل> أي صُرِع به. يقال: لَبَجَ به الأرض: أي رَمَاه. (س) وفيه <تَبَاعَدَتْ شَعُوبُ من لَبَجٍ فَعَاشَ أيَّاماً> هُو اسم رَجُل. والَّلبَج: الشَّجَاعَة. حكاه الزمخشري. {لبد} (ه) فيه <أنَّ عائشةَ أخْرَجَت كِسَاءً للنبي عليه الصلاة والسلام مُلبَّداً أي مُرَقَّعاً. يقال: لَبَدْتُ القَميصَ ألْبُدُهُ وَلَبَّدته (زاد الهروي: <وألبدتُه> ). ويقال (قائل هذا هو الأزهري، كما في الفائق 3/449) للْخِرقَة التي يُرْقَع بها صَدْر القَميص: اللبْدَةُ. والتي يُرقَع بها قَبُّهُ: القَبيلَة. وقيل: المُلَبَّد: الذي نَحْن وَسَطُه وصَفُقَ حتى صار يُشْبِه الِّلبْدَة. (س [ه]) وفي حديث المُحْرِم <لا تُخَمِّرُوا رَأسه فإنه يُبْعث يومَ القيامة مُلَبِّداً> هكذا جاء في رِواية (والرواية الأخرى: <مُلَبّياً> انظر الفائق 3/175). وتَلْبيد الشَّعَرِ: أن يُجْعَل فيه شيءٌ مِن صَمْغ عند الإحْرامِ؛ لِئَّلا يَشْعَثَ ويَقْمَل إبْقَاءً على الشَّعَر. وإنَّما يُلَبَّد مَن يَطُول مُكْثُه في الإحْرام. (ه) ومنه حديث عمر <من لَبَّدَ أوْ عَقَص فعليه الحَلْقُ>. (ه) ومنه الحديث في صِفَة الغَيْث <فَلَبَّدِتِ الدِّمَاثَ> أي جَعَلَتْها قَويَّة لا تَسُوخ فيها الأرْجُل. والدِّماثُ: الأرَضون السَّهْلة. (ه) وفي حديث أم زَرْع <ليس بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّل، وَ لاَ لَه عندي مُعَوَّل> أي ليس (هذا من شرح ابن الأنباري كما في الهروي) بمُسْتَمِسك مُتَلَبَّد، فَيُسرَعَ المَشْيُ فيه ويُعْتَلَي. (ه) ومنه حديث حُذَيفة، وذَكر فِتْنة فَقال <الْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعي على عَصَاه، ولا يذْهَب بكم السَّيْل> أي الْزَمُوا الأرَض واقْعُدوا في بيُوتِكم، لا تَخْرجُوا منها فَتَهْلِكُوا، وتكونوا كَمّن ذَهَب به السَّيل يُقْال: لَبَد بالأرض وألْبَدَ بها، إذا لَزِمها وَأقام. (س) ومنه حديث علي <قال لرجُلَين أتَياه يَسْألانهِ: الْبَدَا بالأرض حَتّى تَفْهما> أي أقيما. (ه) وحديث قتادة <الخشوعُ في القلْب، وإلْبَادُ البَصَرِ في الصلاة> أي ألْزامه مَوْضعَ السُّجود من الأرض. (س) وفي حديث أبي بَرزَة <ما أرَى اليوم خَيْراً من عِصَابةٍ مُلْبدة> يَعْني لَصِقوا بالأرض وأخْمَلُوا أنْفُسَهم. (ه) ومنه حديث أبي بكر <أنه كان يَحلُبُ فيقول: أُلْبِدُ أمْ أُرْغِي؟ فإن قالوا: ألْبدِ ألصَقَ العُلْبَة بالضَّرْع وحَلَبَ، فلا يكون لِلْحَليب رَغْوة، وإنْ أبَان العُلْبةَ، رَغَا لِشدَّة وَقْعِه>. وفي صفة طَلْح الجنة <إنَّ اللّه يَجْعَل مكانَ كُلِّ شَوْكة منها مِثْلَ خُصوة (جاء في اللسان (مادة خصي): <قال شَمِر: لم نسمع في واحد الخَصَي إلا خُصْية، بالياء؛ لأن أصله من الياء> ويلاحظ أن ابن الأثير لك يذكر هذه المادّة) التَّيْس المَلْبُود> أي المكْتَنِز اللَّحْم، الذي لزِم بَعْضُه بَعْضاً فَتَلبَّد. (س) وفي حديث ابن عباس <كَادُوا يكُونُونَ عَلَيْه لِبَداً> أي مُجْتَمِعين بعضهم على بعض، واحِدتُها: لِبْدَة. (س) وفي حديث حَميْد بن ثَور: وَبَيْنَ نِسْعَيْهِ خِدَبَّاً مُلْبِدَاً * أي عليه لِبْدَة من الوَبَر. (س) وفيه ذِكْر <لُبَيداً> (هكذا في الأصل. وفي ا: <لُبَيْداء> وفي اللسان: <لَبِيداً> ) وهي اسم الأرض السابعة. {لبس} (ه) في حديث جابر <لَّما نَزَل قوله تعالى: <أو يَلبِسَكم شِيَعاً> اللبْس: الخَلْط. يقال: لَبَسْت الأمر بالفتح ألْبِسُه، إذا خَلَطْتَ بعضَه ببعض: أي يَجْعلكم فِرقَاً مختلفِين. ومنه الحديث <فَلَبس عليه صلاتَه>. والحديث الآخر <مَن لَبَس على نَفْسه لَبْساً> كلُّه بالتخفيف، وربَّما شُدِّد للتَّكثير. ومنه حديث ابن صَيّاد <فلَبَسني> أي جَعَلني ألْتَبِس في أمْره. وحديثه الآخر <لُبِسَ عليه> وقد تكرر في الحديث. (ه) ومنه حديث المَبْعث <فجاء المَلَكُ فشَقّ عن قلْبه، قال: فخِفت أن يكون قد الْتُبِس بي> أي خُولِطْت في عقلي. (ه) وفيه <فيَأكُلُ وما يَتَلَبَّس بيدِه طَعامٌ> أي لا يَلْزَق به؛ لنَظافة أكْله. ومنه الحديث <ذَهَب ولم يَتَلَبَّس منها بشيء> يعني من الدنيا. وفيه <أنه نَهى عن لِبْسَتين> هي بكسر اللام: الهَيْئة والحالة. ورُوِي بالضم على المصدر. والأوّل الوجه. {لبط} [ه] فيه <أنه سُئل عن الشُّهداء، فقال: أولئك يَتَلَبَّطون في الغُرَف العُلَى> أي يَتَمرّغون. (س [ه]) ومنه حديث ماعِز <لا تَسُبُّوه فإنه الآن يَتَلَبَّط في الجنة>. ومنه حديث أم إسماعيل <جَعلت تَنْظر إليه يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّط>. [ه] ومنه الحديث <أنه خَرج وقُريشٌ مَلْبُوطٌ بهم> أي أنهم سُقوطٌ بين يديه. (س [ه]) وحديث سَهل بن حُنَيف <لّما أصابَه عامر بن رَبيعة بالعَيْن فلُبِطَ به> أي صُرع وسَقَط إلى الأرض. يقال: لُبِط بالرجُل فهو مَلْبُوط به. (ه) ومنه حديث عائشة <تَضْرب اليَتيم وتَلْبِطُه> أي تَصْرَعه إلى الأرض. وحديث الحجّاج السُّلَمي <حين دَخل مكة قال للمشركين: [ليس] (سقط من ا) عندي من الخَبر (في ا: <الخير> ) ما يَسُرُّكم، فالْتَبطُوا بجَنْبَيْ نَاقتِه، يقولون: إيهٍ يا حَجَّاجُ>. {لبق} (ه) فيه <فصَنَع ثَرِيدةً ثم لَبّقَها> أي خَلَطَها خَلْطاً شديداً. وقيل جَمَعها بالمِغْرَفة. {لبك} (ه) في حديث الحسن <سَأله رجل عن مسألة ثم أعادها فقَلَبَها، فقال له: لَبَّكْت عليَّ> أي خَلَطْت عليَّ. ويُروى <بكَّلْت> وقد تقدم. {لبن} (س) فيه <إنّ لَبَن الفَحلِ يَحرِّم> يُريد بالفَحْل الرجلَ تكون له امرأةٌ وَلَدت منه وَلَداً ولها لَبن؛ فكل من أرْضَعَتْه من الأطفال بهذا اللَّبَن فهو مُحرَّم على الزَّوج وإخْوته وأولاده منها، ومن غيرها، لأنَّ اللبن للزوج حيث هو سبُبه. وهذا مذهب الجماعة. وقال ابن المسَيّب والنَّخَعَيّ: لا يُحَرِّم. ومنه حديث ابن عباس <وسُئل عن رجل له امرأتان أرْضَعت إحداهما غلاماً والأخرى جارية: أيَحِلُّ للغلام أن يَتَزوّج بالجارية؟ قال: لا، اللِّقَاح واحد>. وحديث عائشة <واسْتَأذن عليها أبو القُعَيس (هكذا في الأصل، وا، واللسان. قال ابن عبد البر: <أفلح بن أبي القعيس، ويقال: أخو أبي القعيس. لا أعلم له خبراً ولا ذِكراً أكثر مما جرى من ذكره في حديث عائشة في الرضاع، في الموطّأ. وقد اختلف فيه. فقيل: أبو القعَيْس. وقيل: أخو أبي القعيس. وقيل: ابن أبي القعيس وأصحها، إن شاء اللّه تعالى، ما قاله مالك ومَن تابعه عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: جاء أفلح أخو أبي القعيس> الاستيعاب ص 102، 1733. وانظر أيضاً الإصابة 1/57 وانظر حديث عائشة هذا في صحيح البخاري (باب لبن الفحل، من كتاب النكاح) وصحيح مسلم (باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل، من كتاب الرضاع)، والموطأ (الحديث الثالث، من كتاب الرضاع) وسنن ابن ماجه (باب لبن الفحل، من كتاب النكاح) وسنن أبي داود (باب في لبن الفحل، من كتاب النكاح) وسنن الدرامِي (باب ما يحرم من الرضاع، من كتاب النكاح) فأبَت أن تَأذَن له، فقال: أنا عَمُّكِ، ارْضَعَتْكِ امرأةُ أخي، فأبَت عليه حتى ذَكَرتْه لرسول اللّه صلى اللّه عليه سلم، فقال: هو عَمك فلْيَلِجْ عليك>. (س) وفيه <أنَّ رجلاً قَتل آخر، فقال: خُذْ من أخيل اللُّبَّن> (في ا: <اللَّبَن>) أي إبلاً لها لَبَن، يعني الدَّية. ومنه حديث أمَيَّة بن خلف <لَّما رآهم يومَ بدر يَقْتُلون قال: أمَا لكم حاجةٌ في اللُّبَّن؟> أي تَأسِرون فتأخُذون فِداءَهم إبلاً، لها لَبن. (س) ومنه الحديث <سَيَهْلِك من أمَّتي أهلُ الكتاب وأهلُ اللَّبَن، ، فسُئل: مَن أهلُ اللَّبَن؟ فقال: قومٌ يَتَّبِعون الشَّهواتِ ويُضَيَّعون الصلوات> قال الحربي: أظنه أراد: يتَبَاعَدُن عن الأمصار وعَن صلاة الجمَاعة، ويَطْلُبون مَواضع اللَّبن في المَراعي والبَوَادِي. وأراد بأهْل الكتِاب قَوماً يَتَعَلَّمون الكتَاب ليُجادِلُوا به الناس. وفي حديث عبد الملك <وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فقيل له: اسْقِه لَبَنَ الَّلبَنِ> هو أنْ يَسْقِيَ ظِئره (في ا: <هو أن تُسْقَى ظِئُره> ) اللَّبن، فَيَكُون ما يَشْرَبُه الْوَلَدُ لَبَناً مُتَوَلَّداً عن اللَّبن. (ه) وفي حديث خديخة <أنها بكَت، فقال لها: ما يُبْكيك؟ فقالت: دَرّت لَبَنَةُ الْقَاسِم فَذكَرْتُه> وفي رواية (وهي رواية الهروي. وفيه: <القاسم> ) <لُبَيْنَة القَاسِم، فقال: أوَمَا تَرْضَيْن أن تَكْفُلَه سَارّةُ في الجنة> اللَّبَنَة: الطَّائِفة القَلِيلَة من اللَّبن، واللَّبَيْنَة: تَصْغيرها. (س) وفي حديث الزكاة ذِكْر <بنت اللَّبُون، وابن اللَّبُون> وهُما من الإبل ما أتى عليه سَنَتَان ودخَل في الثالثة، فصَارت أمُّه لَبُوناً، أي ذاتَ لَبَن؛ لأنَّها تكون قد حَمَلت حَمْلاً آخَرَ وَوَضَعَتْه. وقد جاء في كثير مِن الرِّوايات <ابن لَبُون ذَكَرٍ> وَقَد عُلم أن ابن اللَّبون لا يكون إلاَّ ذكَراَ، وإنما ذكَره تأكيداً، كقوله <ورَجَب مُضَر، الذي بين جُمادَى وشعبان> وقوله تعالى <تِلك عَشَرةٌ كامِلةٌ>. وقيل: ذَكَر ذلك تَنْبيهاً لِرَبّ المال وعامِل الزَّكاة؛ فقال <ابن لَبُون ذَكَر> لِتَطِيب نَفْس ربِّ المال بالزيادة المأخوذة مِنْه إذا عَلم أنه قَدْ شُرِع له من الحَقِّ، وأسْقِط عنه ما كان بإزائه من فَضْل الأنوثَة في الفَرِيضة الواجِبَة عليه، ولِيَعْلم العَامِل أن سِنَّ الزكاة في هذا النَّوع مَقْبُولٌ من رَبِّ المال، وهو أمْرٌ نادِرٌ خارجٌ عن العُرف في باب الصَّدَقات. فلا يُنْكر تكْرار اللفْظ للْبيَان، وتَقْرير مَعْرِفَتِه في النُّفوس مع الغَرابَة والنُّدور. (ه) وفي حديث جَرير <إذا سَقَط كان دَرِيناً، وإنْ أُكِلَ كان لَبِيناً> أي مُدِرّاً للَّبَن مُكْثِراً لَه، يعني أنَّ النَّعَم إذا رَعَت الأرَاك والسَّلَم غَزُرَت ألْبانُها. وهو فَعِيل بمعنى فاعِل، كقَدِير وَقادِر، كأنه يُعْطِيها اللَّبن. يقال: لَبنْتُ القومَ ألْبِنُهم فأنا لاَبنٌ، إذا سَقَيْتَهم اللَّبَن. (ه) وفيه <التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤاد المَريض> التَّلْبِينَةُ والتَّلْبين: حَساءٌ يُعمل مِن دَقيق أو نُخَالة، وربَّما جُعِل فيها عَسَل، سُمِّيت به تشْبيهاً باللَّبن. لبَيَاضِها ورِقَّتها، وهي تَسْمِية بالمَرّة من التَّلْبين، مَصْدر لَبَّنَ الْقَوْمَ، إذا سَقَاهم اللَّبن. (ه) ومنه حديث عائشة <عليكم بالمَشْنِيئَة (في الأصل، وا: <بالمشنئة> وأثبتُّه كما سبق في مادة (شنأ) ) النَّافِعة التَّلْبين> وفي أخْرَى <بِالبَغِيض النَّافِع التَّلبِينة>. وفي حديث علي <قال سُوَيد بن غَفَلَةَ: دَخَلْت عليه فإذَا بَيْنَ يديد صُحَيْفَةٌ (سبق في مادة (خطف): <صَحْفة> ) فيها خطفيةٌ ومِلْبَنة> هي بالكَسْر: المِلْعَقَة، هكذا شُرح. وقال الزمخشري (الذي في الفائق 2/249: <المِلْبنة: المِلْعقة> وكأن الأمر اختلط على المصنِّف؛ فهذا الشرح الذي عَزاه إلى الزمخشري للمِلْبنة إنما هو للخطيفة. وهذه عبارة الزمخشري: <الخطيفة: الكابول. وقيل: لَبَنٌ يوضع على النار، ثم يُذَرّ عليه دقيقٌ ويُطْبَخ. وسمِّيْت خطيفة؛ لأنها تُختطَف بالملاعق>. وانظر أيضاً الفائق 1/338. وانظر كذلك شرح المصنِّف للخطيفة ص 49 من الجزء الثاني): <المِلْبَنَة: لَبَنٌ يُوضع على النار وَيُتْرك عليه دَقِيق> والأوّل أشْبَه بالحديث. وفيه <وأنا مَوْضع تِلْك اللَّبِنَة> هي بفَتح اللاَّم وكسْر الباء: وَاحِدة اللَّبِن، وهي التَّي يُبْنَى بها الجِدَار. وَيُقَال بِكَسْر اللاَّم وسُكون البَاء. ومنه الحديث <وَلَبِنَتُها دِيباج> وهي رُقْعة تُعْمَلُ مَوْضع جَيْب القَمِيص والجُبَّة. (ه) وفي حديث الاستسقاء: أتْينَاك والعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُها * أي يَدْمَى صَدْرُها لامْتهانِهَا نَفْسَها في الخِدْمة، حيث لا تَجِدُ ما تُعْطِيه مَن يَخْدُمها، من الجَدْب وشِدّة الزَّمان. وأصْل اللَّبان في الفَرس: مَوْضع اللَّبَب، ثم اسْتُعير للنَّاس. ومنه قصيد كعب: تَرْمِي (الرواية في شرح ديوانه ص 18: <تَفْرِي> ) اللَّبَانَ بِكَفَّيها وَمِدْرَعُها (ضبط في الأصل: <ومِدْرَعِها بكسر العين وهو خطأ. صوابه من شرح الديوان. وعَجُز البيت: * مُشَقَّقٌ عن تَراقِيها رَعابِيلُ *) * وفي بيت آخر منها: يُزْلِقُه مْنها لَبَان (البيت بتمامه، كما في الشرح ص 12: يَمشِي القُرادُ عليها ثم يُزْلِقُهُ ** منها لَبانٌ وأَقْرابٌ زَهالِيلٌ {لتت} (ه) فيه <فَما أبْقَى منِّي إلاَّ لتَاتاً> اللِّتَاتُ: ما فُتَّ من قُشُور الشَّجَر. كأنه قال: كا أبْقَى منّي المَرض إلاَّ جِلْداً يابِساً كَقشْر الشَّجَرة. وقد ذَكر الشافعيُّ هذه اللفظة في باب التَّيَمُّم مَّما (في الهروي: <بما> ) لا يَجوز التَّيَمُّم به>. (س) وفي حديث مجاهد <في قوله تعالى: <أفَرأيتُم اللاَّتَ والعُزَّى> قال: كان رَجُلٌ يَلتُّ السَّويَق لهم> يُريد أنَّ أصْلَه. اللاَّتُّ بالتشديد؛ لأنَّ الصَّنَم سَمِّي باسم الذي كان يَلُتُّ السَّويق عند الأصنام: أي يَخْلِطُه، فخُفّف وجُعل اسْماً للصَّنَم. وقيل: إنَّ التَّاء في الأصْل مُخَفَّفة للتَّأنِيث، وليس هذا بابها. {لثث} (ه) في حديث عمر <وَلاَ تُلِثُّوا بدَار مَعْجِزَةٍ (ضبط في الأصل: <مُعجزَة> وهو خطأ. صوابه بفتح الميم مع فتح الجيم وكسرها، كما سبق في ص 186 من الجزء الثالث> ) ألَثَّ بالمكان يُلِثُّ، إذا أقام: أي لا تُقِيموا بدَارٍ يُعْجزكُمُ فيها الرزقُ والكَسْب. وقيل: أراد: لاَ تُقِيموا بالثُّغور وَمَعكم العِيَال. {لثق} (ه) في حديث الاستسقَاء <فلمَّا رأى لَثَقَ الثِّياب على الناس ضحك حتى بَدت نَواجِذُه> اللَّثَقُ: الْبَلَل. يقال: لَثِقَ الطَّائِر، إذا ابْتَلَّ رِيشُه. وَيقال للْماء والطِّين: لَثَقٌ، أيضاً. ومنه الحديث <أنَّ أصحاب رسول اللّه بالشَّام لَّما بَلَغَهُم مَقْتَل عُثْمان بَكَوْا حتى تَلَثَّق لِـُحاهُم (بكسر اللام وضمها في الجمع. كما في المصباح) أي اخْضَلْت (في ا: <تَخْضَلّ> ) بالدُّموع. {لثم} (س) في حديث مكحول <أنه كَرِه التَّلَثُّمَ من الغُبار في الغَزْو> وَهو شَدّ الفَمِ باللِّثام. وإنما كَرِهه رَغْبَةً في زيادة الثَّواب بما يَنالَهُ من الغُبار في سبيل اللّه. {لئن} (ه) في حديث المَبْعَث: فَبُغْضُكم (في الأصل، وا: <بغضكم> والمثبت من الهروي، واللسان. مادة (لثق) والوزن به أتَمُّ) عِنْدَنا مُرٌّ مَذَاقَتُهُ * وبُغْضُنا عنْدَكُم يا قَوْمَنَا لَثِنُ (في الهروي: <لَثِقُ> ولكن الغريب أنه شرحه في (لثن) ولم يشرحه في (لثق) وقد ذكره اللسان في (لثن) وفي (لثق) وشرحه في كلتا المادتين نفس الشرح). قال الأزهري: سَمِعْت محمد بن إسْحَاق السَّعْدي يقول: سمعت علي بن حَرْب يقول: لَئِنٌ أي حُلْو، وهي لُغَة يَمانيَّة، قال الأزهري: ولم أسْمعْه لغيره وهو ثَبَتٌ (في الأصل: <ثَبْت> وضبطته بالتحريك من ا، واللسان). {لثه} * في حديث ابن عمر <لَعَن اللّه الواشِمَة> (هكذا في الأصل. وفي ا: <لُعِنَ الواشِمَةُ>. وفي اللسان: <لَعَن الواشِمةَ>. وانظر الفائق ص 3/130) قال نافِع: <الوَشْم في اللِّثَة> اللِّثَة بالكسر والتَّخْفيف: عُمُورُ الأسْنان، وهي مَغارِزُها. {لجأ} (س) في حديث كعب <مَن دَخَل في ديوَان المسْلمين ثم تَلَجَّأ منهم فقَد خَرج من قُبَّةِ الإسلام> يقال: لَجأت إلى فُلان وعنه، والتَجَأت، وتَلَجَّأتُ، إذا اسْتَنَدْتَ إليه واعْتَضَدْت به، أو عَدَلْت عنه إلى غيره، كأنه إشارة إلى الْخروج والانْفراد عن جماعة المسلمين. ومنه حديث النُّعمان بن بَشِير <هذا (في الأصل: <هذه> والمثبت من: ا، واللسان) تَلْجئة فأشْهِد عليه غيري> التَّلْجِئة: تَفْعِلة من الإلْجاء، كأنه قد ألْجأك إلى أن تَأتِيَ أمْراً، باطنُه خلاف ظاهره، وأحْوَجَك إلى أن تَفعل فِعلاً تَكْرهُه. وكان بَشير قد افْرد ابْنَه النُّعمان بشيء دون إخوته، حَمَلَتْهُ عليه أمُّه. {لجب} * فيه <أنه كثُر عند اللَّجَبُ> هو بالتحريك: الصَّوت والْغَلَبة مع اختلاط، وكأنه مَقْلُوب الجَلَبة. (ه) وفي حديث الزكاة <فقُلت: فَفِيم حَقُّك؟ قال: في الثَّنيَّة والجَذَعةِ اللَّجْبة> هي بفتح اللام وسكون الجيم: التَّي أتَى عليها من الغَنَم بعدَ نِتَاجِها أربعةُ أشهر فخَفَّ لَبَنُها (في الهروي: <فجَفَّ> وكذا في اللسان، عن الأصمعي. ولكن اللسان عاد فأثبتها <فخفَّ> في شرح هذا الحديث)، وجَمْعُها: لِجَاب وَلَجَبَات. وقد لُجَبَت بالضَّم ولَجَّبَت. وقيل: هي من المَعْز (في اللسان: <العنز> ) خاصَّة. وقيل في الضَّأن خاصَّة. (ه) ومنه شرح شُرَيْح <أنَّ رَجُلاً قال له: ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أجِدْ لَها لَبَناً، فقال له شُرِيح: لَعَلَّها لَجَّبَت> أي صارت لَجْبَة. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه <يَنْفَتح للناس مَعْدِنٌ فَيَبْدُو لَهم أمْثَالُ اللَّجَب من الذَّهب> قال الحَرْبي: أظنُّه وَهْماً. إنَّما أراد <اللُّجُن> لأنَّ اللَّجَيْن الفِضَّة. وهذا ليس بشيء؛ لأنه لا يُقال: أمثال الفِضَّة من الذهب. وقال غيره: لَعَله <أمثال النُّجُب> جمع النَّجيب من الإبل، فَصَحَّف الرَّاوي. والأوْلى أن يكون غيرَ مَوْهُوم ولا مُصَحَّف، ويكون اللُّجُب جمع لَجْبَة، وهي الشَّاة الحامِل التي قَلَّ لَبَنُها. يقال: شاةٌ لَجْبَة وجَمْعُها: لِجَاب ثم لُجُبٌ، أو يكون بِكَسْر اللاَّم مفتح الجيم، جَمْع: لَجْبَة، كَقَصْعَة وقِصَع. (س) وفي قصَّة موسى عليه السلام والحجر <فَلَجَبَهُ ثَلاثَ لَجَبَاتٍ> قال أبو موسى: كذا في <مُسْنَد أحمد بن حَنْبل> ولا أعرف وجْهه، إلاَّ أن يكون بالْحاء والتَّاء، من اللَّحْت، وهو الضَّرب. وَلَحَه بالعَصا: ضَربه. (س) وفي حديث الدجّال <فأخذ بِلجْبَتَيِ الْبَاب، فقال: مَهْيَمْ> قال أبو موسى: هكذا رُوِي، والصَّواب بالْفَاء. وسيجيء. {لجج} (ه) فيه <إذا اسْتَلَجَّ أحدُكم بِيَميِنه فإنه آثَمُ له (رواية الهروي: <فإنه آثِمٌ عند اللّه تعالى> ) عند اللّه من الكَفَّارة> هو اسْتَفْعَل، من اللَّجَاج. ومعناه أن يَحْلِف على شيء وَيَرَى أن غيرَه خيرٌ منه، فَيُقِيم على يَمِينه ولا يَحْنَث فَيُكَفِّر، فَذَلك آثَمُ له. وقيل: هو أنْ يَرى أنه صادِقٌ فيها مُصِيب فَيَلَجُّ فيها ولا يُكَفِّرها. وقد جاء في بعض الطُّرُق <إذا اسْتَلْجَجَ أحدُكم> بإظهار الإدْغام، وهي لغة قريش يُظْهرُونه مع الجَزْم. [ه] وفيه <مَن رَكِبَ البحر إذا الْتَجَّ فقد بَرِئتْ منه الذِّمَّة> أي تَلاَطَمَت أمواجُه. والْتَجَّ الأمْر، إذا عضظُم واخْتَلَط. ولُجَّة البحر: مُعْظَمُه. وفي حديث الحُدَيْبية <قال سُهَيْل بن عَمْرو: قَدْ لَجَّت القَضِيَّة بَيْني وبَيْنَك> أي وَجَبت. هكذا جاء مَشْروحاً، ولا أعْرف أصْلَه. (ه) وفي حديث طلحة <قَدَّمُوني فوَضَعُوا اللُّجَّ على قَفَيَّ> هو بالضم: السَّيف بِلُغَة طَيِّيء. وقيل: هو اسْم سُمِّي به السَّيف، كما قالوا الصَّمْصَامة. (س) وفي حديث عِكْرِمة <سَمْعت لهم لَجَّةً بآمِين> يعني أصْواتَ المُصَلِّين. واللَّجَّة: الجَلَبَة. والَجَّ القوم، إذا صاحوا. {لجف} (س) <فيه أنه ذكر الدجّال وفِتْنَتَه، ثم خَرَج لِحَاجَتِه، فانْتَحَب القوم حتَّى ارتفَعَت أصواتُهم، فأخذ بلَجْفَتَيِ الْبَاب فقال: مَهْيَمْ> لَجْفَتَا البابِ: عِضَادَتاه وجَانباه، من قولهم لِجَوانب البِئر: ألْجَاف، جَمْع لَجَفٍ. ويُرْوَى بالباء، وهو وهْمٌ. (س) ومنه حديث الحجَّاج <أنه حَفَر حُفَيْرةً (بالتصغير، كما في ا) فَلَجَفَها> أي حَفَر في جَوانِبها. (س) وفيه <كان اسْم فرَسه عليه الصلاة والسلام اللَّجِيف> هكذا رواه بعضهم (ويروى أيضاً بالحاء والخاء، وسيجيء) بالجيم، فإن صَحَّ فهو من السُّرْعة؛ لأن اللَّجِيف سَهْمٌ عريضُ النَّصْلِ. {لجلج} [ه] في كتاب عُمر إلى أبي موسى <الْفَهْمَ الْفَهْمَ فيما تَلَجْلَج في صدرك ممَّا ليس في كتاب ولا سُنَّة> أي تَردَّد في صدرك وقَلِق ولم يَسْتَقِرّ. (ه) ومنه حديث علي <الكَلِمة من الحكْمة تكون في صَدْر المنافق فَتَلَجْلَجُ حتى تَخْرُج إلى صاحبها> أي تَتَحَرّك في صدره وتَقلق، حتى يَسْمَعها المؤمنُ فيأخذها ويَعيها. وأراد <تَتَلَجْلَج>، فحذَف تاءَ المُضارَعة تخفيفاً. {لجم} (س) فيه <مَن سُئل عمَّا يَعْلَمه فكتمه ألْجَمه اللّهُ بِلِجامٍ من نارٍ يومَ القيامة> المُمْسِك عن الكلام مَمثَّلٌ بمَن ألْجَم نفسه بلجام. والمراد بالعلم ما يَلْزَمُه تَعْليمه ويَتَعيَّن عليه، كَمن يَرَى رجُلاً حديث عَهْد بالإسلام ولا يُحْسِن الصلاة وقد حَضَر وقْتُها، فيقول: علِّموني كيف أُصلّي، وكمن جاء مُسْتَفْتِياً في حلال أو حرام، فإنه يَلْزم في هذا وأمْثالِه تعريفُ الجواب، ومضن مَنَعه اسْتَحق الوعيد. (س) ومنه الحديث <يَبْلغُ العَرَقُ منهم ما يُلْجِمهم> أي يَصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللَّجام يَمْنَعَهُم عن الكلام. يعني في المَحْشَر يومَ القيامة. ومنه حديث المستحاضة <اسْتَثْفِرِي وتَلَجَّمِي> أي اجْعلي موضعَ خروج الدَّم عِصابةً تَمنع الدَّم تشبيهاً بوضْع اللِّجام في فَمِ الدابة. {لجن} * في حديث العرْباض <بِعْتُ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بَكْراً، فأتَيْتُه أتَقَاضاه ثَمَنه، فقال: لا أقْضِكَها إلاَّ لُجْيِنَّية> الضمير في <أقْضِكَها> راجِع إلى الدَّراهِم، واللُّجَيْنِية: منسوبة إلى اللّجَين، وهو (في الأصل: <وهي> وما أثبتُّ من ا، واللسان) الفِضة. (ه) وفي حديث جرير <إذا أخْلَف كان لَجِيناً> اللَّجِين بفْتح اللام وكسر الجيم: الخَبَط، وذلك أن وَرَق الأراكِ والسَّلَم يُخْبَط حتى يَسْقُط ويَجِفّ [هكذا وردت هذه الكلمة في الأصل، و ا، والهروي، واللسان. وقد جاء بهامش اللسان: <قوله: <حتى يسقط ويجف ثم يدق> كذا بالأصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لا يصح؛ فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطباً إهـ. أي فالصواب حذف يجف>]، ثم يُدَقّ حتى يَتَلَجَّن، أي يَتَلَزَّج ويَصير كالخِطْمِيّ، وكل شيء تَلَزَّج فقد تَلَجَّن، وهو فَعِيل بمعنى مفعول.
|